في هذه الأثناء، عام 1991، بدأ تطوير نواة
أخرى كهواية للطالب الفنلدي لينوس تورفالدز أثناء دراسته في جامعة هلسينكي
في فنلندا. في البداية استخدم تورفالدز مينيكس على حاسوبه الشخصي، وهو نسخة
مبسطة لنظام تشغيل شبيه بيونكس طورها الأستاذ أندرو تانينباوم لتستخدم في
تدريس تصميم أنظمة التشغيل. لكن تانينباوم لم يكن يسمح للآخرين بتطوير
مينيكس، مما دفع لينوس لكتابة بديل له.
- ما هي مميزات جنو/لينكس ؟
إن أكثر ما ييميز جنو/لينكس هو أنه يمتلك درجة عالية من الحرية في تعديل و تشغيل وتوزيع و تطوير أجزاءه ؛ فـ"
بسبب الحرية
التي يوفرها لينكس لكونه خاضعا لرخصة جنو العمومية (GPL) فقد فتح المجال
للآخرين للتطوير عليه بشكل نجح في التأسيس لنظام تديره ملايين العقول
وتساهم في تطويره، حتى أصبح يعمل على طيف عريض من المنصات تتراوح بين
الخادمات العملاقة وأجهزة الهاتف الجوال، وتطورت واجهات المستخدم العاملة
عليه لتدعم كل لغات العالم تقريبا، وبسبب كونه حر ومفتوح المصدر وسهولة
تطويع وتغيير سلوك النظام، فإن سرعة تطوره عالية وأعداد مستخدميه تتزايد على مستوى الأجهزة الشخصية و الخادمات "
- كيف يتم تطوير جنو/لينكس ؟
ربما تكون مسألة كيف يتم تطوير جنو/لينكس بصورة مجانية هي مسألة عصية الفهم
على من تعود على طريقة عمل النظم التجارية المملوكة في تطوير برمجيات
الحاسوب ، يمكن مفتاح فهم طريقة تطوير نظام جنو/لينكس في تتبع أصوله ،
فمشروع جنو و مشروع لينكس قاما على أساس أنهما هواية ممتعة تساهم في التخلص
من القيواد التجارية على أنظمة الحاسوب.
فأكبر دافع لمطوري جنو/لينكس للعمل بشكل
مجاني هو لذة المتعة في برمجة الحاسوب و تطويعه ، ثم الرغبة في التعلم و
الاستزادة في علوم الحاسوب مما يساعد على توظف في وظائف محترمة في كبريات
الشركات التجارية ، و قد يكون تطبيق الأفكار البحثية لمشاريع الماجستير و
الدكتوراة بسبب كاف لجذب الأكاديميين ، وقد يكون رد الجميل دافع قوي لدي
الكثيرين للعمل بشكل مجاني في جنو/لينكس .
ومع تطور المشروع و نضجه ظهرت عدة شركات تقوم بتقديم خدمات
تجارية بالاعتماد على جنو/لينكس ، و حتى لا تفقد ميزة التنافس مع الأنظمة
الأخرى فهي تقوم بالاستثمار في تطوير جنو/لينكس بتخصيص الموارد المادية و
البشرية لتنفيذ المزايا الجديدة في النظام ، فكلما كان النظام قويا كلما
زادت مكانتها في سوق الخدمات التجارية .
- ما هي التوزيعة ؟
التوزيعة
هي " تجميعه من نواة نظام التشغيل لينكس ، و مجموعه من البرامج مفتوحة
المصدر ، و برامج مشروع جنو ، وأدوات أخرى حسب الغرض من التوزيعة
والمستخدمين المستهدفين منها."
- لماذا يوجد كم هائل من التوزيعات ؟
كل توزيعة من توزيعات لينكس لها مميزاتها الخاصة بها ، و قد طورت لتناسب
مجموعة معينة من المستخدمين ، بعضها يدعم لغة ما و بعضها يعمل كجدار حماية و
البعض الآخر يتميز بصغر حجمه ، و تحاول بعض من هذه التوزيعات أن تكون
مناسبة لطيف واسع من المستخدمين ، و ذلك لجذب أكبر عدد منهم .
يكمن سبب كثرة التوزيعات هي الحرية في بناء التوزيعات ، و حب الظهور و
السمعة ، و كذلك الرغبة في الاستفادة من مشروع جنو/لينكس بشكل تجاري منفصل
على بقية التوزيعات .
- ما هي التوزيعات المشهورة ؟
توزيعة ديبيان ، و ردهات لينكس ، و سوزي ، و أوبنتو ، و ماندريفا.
- لماذا هذا الجنون في إصدار التوزيعات كل ستة أشهر ؟
تلجأ التوزيعات إلى إصدار نسخة جديدة كل ستة أشهر حتى تعطي المستخدمين
فرصة تجربة الأشياء و المميزات الجديدة التي تحدث في المشاريع الأصلية
بدون الانتظار لفترات طويلة خصوصا في إصلاح المشاكل المتعلقة بالعتاد ، و
لكن هناك توزيعات تصدر كل ستة أشهر كحقل تجارب للإصدارات التجارية مثل
فيدورا التي تكون حقل تجارب لتوزيعة ردهات لينكس ، و كذلك الحال مع أوبن
سوزي.
على العموم هناك توزيعات تصدر كل سنة أو سنتين لمن لا يعجبه نظام إصدارة كل ستة أشهر .
- ماذا تنصحني أختار من التوزيعات ؟
هذا يعتمد على استخدامك ، فإذا كنت تريد أن تستخدم جنو/لينكس كنظام تشغيلي
شخصي فأنصحك بأن تبدأ مع توزيعة أوبنتو بسبب شهرتها و توفر الدعم لها .
- هل توجد توزيعة عربية ؟
نعم توجد ، و أشهرها توزيعة أعجوبة و توزيعة جواثا لينكس.
-كيف أضمن أن مطوري أحد توزيعات جنو/لينكس لن يتخلوا عن تطويرها في يوم ما ويضيع مستخدميها ؟
تستطيع أن تضمن استمرارية أحد التوزيعات عندما تقوم برعايتها ماديا بنفسك ،
فإذا كنت لا تملك الموارد لذلك فاختر توزيعة مشهورة يقوم عليها مجتمع كبير
جدا ( مثل توزيعة دبيان ) أو شركة تعتمد على نموذج تجاري ناجح ( مثل
توزيعة ردهات و سوزي ).
- كيف أستطيع أن أثبت البرامج في جنو/لينكس ؟
الأصل في تثبيت البرامج في جنو/لينكس هو تثبيتها من الشفرة المصدرية مباشرة
، ولكن لصعوبة هذه العملية على الناس العاديين ، فقد تم ابتكار مدراء
تثبيت البرامج بحيث يقوم المستخدم بإخبار هذه المدير بالبرنامج الذي يريده و
هو بدوره سيقوم بتثبيته و حل أغلب المشاكل التي ترافق علمية التثبيت .
يتطلب مدير التثبيت هذا أن يكون البرنامج موفر على هيئة يفهمه تسمى "حزمة" ،
و هنا يكمن دور التوزيعة في توفير هذه الحزم ، فكلما كانت التوزيعة غنية
بالحزم كلما كانت عملية تثبيت البرامج أسهل .
مما سبق يتبين لنا أن عملية التحزم تقوم بها التوزيعة في الغالب وليس أصحاب
البرنامج أنفسهم ، على عكس نظام الويندوز و الماكنتوش حيث يقوم أصحاب
البرنامج أنفسهم بتوفير الحزم ، كلا النظامين له مزاياه و عيوبه ، ولكن مع
زيادة شهرة جنو/لينكس بدأ اتجاه لدى أصحاب البرامج المستقلين عن جنو/لينكس
لتوفير الحزم للتوزيعات المشهورة أو للعمل مع التوزيعات
المشهورة لتوفير الحزم بشكل مباشر حال صدورها .
- لماذا يوجد عدد كبير من مدراء تثبيت البرامج التي في الغالب غير متوافقة ؟
السبب هو التمسك بحرية الاختيار خصوصا في الأزمنة الأولى لجنو/لينكس ، حيث
كانت كل توزيعة ترى أن مدير التثبيت الذي ستخدمه هو الأفضل وهكذا نشأت عدة
مدراء و عدة هيئات للحزم التي هي في الغالب غير متوافقة مع أنها تعمل على
نفس النظام التشغيلي .
ولقد بدأت في الآونة الأخيرة محاولة التقريب بين مدراء الحزم الشهيرة ، ولكن هذه الجهود تتطلب وقت حتى تثمر .
- هل جنو/لينكس صعب الاستعمال ؟
كنظام يستعمل الواجهة الرسومية في أداء أغلب المهام ، فلن يكون استعماله بتلك الصعوبة على من تعود استخدام الوجهة الرسومية.